| 0 التعليقات ]

نادي باريس سان جرمان الفرنسي لكرة القدم، الذي تمتلكه مؤسسة قطر للاستثمارات، يسعى جاهدا إلى التعاقد مع الابن المدلل للكرة الإنكليزية ديفيد بيكهام. فما هو سر هذه العملية؟ أهي رياضية أم تجارية؟ أم هي رياضية وتجارية في ذات الوقت؟


عندما سألنا أرنو إيرمون وهو صحافي رياضي في يومية "لوباريزيان" الفرنسية عن مساعي نادي باريس سان جرمان لكرة القدم للتعاقد مع ديفيد بيكهام قائد فريق لوس أنجلس غالاكسي الأمريكي، كان جوابه: "كانت النوادي الفرنسية تشكو من عجز مالي أفقدها القدرة على التعاقد مع أي نجم من نجوم كرة القدم العالمية، ولكن مع شراء قطر للاستثمارات نادي باريس سان جرمان زالت القيود وأصبح كل شيء ممكنا". وإن أصبح كل شيء ممكنا، فهذا راجع إلى إدراك المستثمرين القطريين أن كرة القدم تجاوزت منذ سنوات حدود الرياضة واللعبة، لتصبح تجارة كأي تجارة أخرى واستثمارا اقتصاديا يحسب له ألف حساب

"بيكهام أكثر من لاعب"
لذلك، أمطروا نادي العاصمة الفرنسية بأموال كثيرة لإعادة هيكلته واستقدام لاعبين يتمتعون بالخبرة والمهارة والنجومية. وأنفقت المؤسسة 80 مليون يورو في التعاقدات، ذهب أكثر من نصفها في التعاقد مع اللاعب الأرجنتيني الشاب الموهوب خافيير باستوري (42 مليون يورو). وهي الآن بصدد التعاقد مع بيكهام الابن المدلل لكرة القدم الإنكليزية. لكن، لماذا بيكهام تحديدا؟ وما هي أسرار هذه العملية؟ أهي رياضية أم تجارية؟ أم هي رياضية وتجارية في ذات الوقت؟
القصة بدأت يوم 16 أيلول/سبتمبر الماضي عندما صرح البرازيلي ليوناردو، وهو المدير الرياضي للنادي الفرنسي، لشبكة "بي بي سي" البريطانية أن بيكهام "أكثر من لاعب". والقصة قد تحسم قريبا، ربما اليوم الأربعاء إثر لقاء بين وفد من باريس سان جرمان وبيكهام في لوس أنجلس كما كشفت يومية "لوبارزيان".
وهو ما يتوقعه أرنو إيرمون، الذي اعتبر أن قائد المنتخب الإنكليزي السابق سيوافق على رفع تحد أخير في باريس خاصة أن زوجته فيكتوريا تعشق العاصمة الفرنسية ومتاجرها الفاخرة

لاعب حظي بسمعة حسنة في كل الأندية التي لعب فيها
ديفيد بيكهام، البالغ من العمر 36 عاما، والمتعاقد مع لوس أنجلس غالاكسي لغاية 20 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، اكتفى بالقول إنه سعيد باهتمام "باريس سان جرمان بخدماته". فعملية انتقاله إلى باريس تبدو رياضية. ويشدد أرنو إيرمون على أن اللاعب لا يزال يتمتع بلياقة بدنية جيدة وأنه "حظي بسمعة حسنة بين زملائه في كل الأندية التي لعب فيها (مانشستر يونايتد وريال مدريد وغالاكسي وميلان)، ما يشكل حافزا إضافيا بالنسبة لمسؤولي ومدربي باريس سان جرمان من أجل استقدامه". وهو ما أكده بيسانت ليزارازو، المدافع الفرنسي الدولي السابق الذي يعمل كمستشار إعلامي في قناة "تي أف 1": "بيكهام قادر على إعطاء الدفع اللازم لباريس سان جرمان، شرط أن لا يلعب كل المباريات نظرا لتقدمه في السن".
المشكلة المطروحة، كما أشار إلى ذلك ليزارازو، هي مشكلة السن، ما أثار تساؤلات تتعلق بالجانب غير الرياضي لهذه العملية. ونتحدث هنا عن الجانب التجاري. فمهما كانت قدرات بيكهام الرياضية، فهي محدودة في الزمن بحكم تقدمه في السن. مسؤولو قطر للاستثمارات يعلمون ذلك جيدا، لكنهم يعلمون أيضا أنهم عندما يتعاقدون معه هم في الحقيقة يستثمرون في "سلعة" نادرة ستعود عليهم بالفائدة. لأي سبب؟ لأن ديفيد بيكهام ليس لاعب كرة قدم فقط، إنه علامة تجارية

علامة بيكهام هي الأغلى في العالم
علامة صنفتها مجلة "فوربس" الأمريكية، التي تهتم بإحصاء الثروات ومراقبة نمو المؤسسات والشركات المالية، بأنها الأغلى بين لاعبي كرة القدم في العالم حيث قدرت قيمتها بـ 15 مليون يورو. ولأن بيكهام، كما يقول الصحافي أرنو إيرمون، "سيسلط الأضواء من خلال ارتدائه ألوان باريس سان جرمان على النادي الباريسي"، وأن ذلك "سيجلب وسائل الإعلام العالمية ما يساهم في رفع مداخيله الإعلامية [حقوق بث المباريات] والتجارية [بيع القمصان وما يسمى بالمنتجات المشتقة المتعلقة باللاعب وبناديه]".
إلا أن ديدييه بريمو المتخصص في الاقتصاد الرياضي يخشى، في حال قدوم بيكهام إلى باريس، أن يتحول ما سماه "النموذج الرياضي الفرنسي" إلى نموذج اقتصادي لا علاقة له بالرياضة. وقال "بريمو في اتصال هاتفي مع موقع فرانس 24: "النموذج القطري قد يشكل في المدى البعيد خطرا على كرة القدم الفرنسية لأنه من المرجح أن يكسر التوازن الرياضي الذي يقوم عليه الدوري الفرنسي الذي يعتمد أساسا على أموال وأرباح الرياضة".
وفي حال توصله إلى اتفاق مع باريس سان جرمان، فإن بيكهام سيتقاضى كحد أدنى 4.5 مليون يورو سنويا، وهو ما يتقاضاه باستوري.

0 التعليقات

إرسال تعليق