تبددت الحماسة الناتجة عن الانتصار الأرجنتيني العريض على تشيلي، والذي فتح باب الأمل نحو وأد الفشل في جنوب إفريقيا وبطولة كوبا أميركا، في غضون أربعة أيام فقط بعد الهزيمة التاريخية أمام فنزويلا التي أعادت الشكوك حول نقاط الضعف في صفوف كتيبة التانغو.
ويبدو الطريق نحو البرازيل 2014 الآن شاقاً مثلما كان ليونيل ميسي نفسه قد تنبأ قبل أيام: "التصفيات ستكون صعبة للغاية".
وبعد الهزيمة الأولى التي لطخت تاريخاً دام 18 انتصاراً للأرجنتين أمام فنزويلا، عاد النجم الكبير لتجديد تنبؤه: "علينا أن نكون أقوى على أرضنا، وأن نفوز بكل المباريات، وبالتأكيد أن نحاول الفوز خارجها أيضاً، بيد أن الأمر ليس سهلاً، إنه صعب وسيبقى كذلك حتى النهاية".
وتتهم الانتقادات التعديل الخططي الذي قرره المدير الفني الأرجنتيني أليخاندرو سابيلا نحو 5-2-3 بدلاً من 4-4-2 التي لجأ لها أمام تشيلي.
لكن هناك نقاط ضعف أخرى يحمل راقصو التانغو أوزارها منذ عهد المدرب الأسبق دييغو مارادونا وخليفته سيرجيو باتيستا، من دفاعٍ متداعٍ وصعوباتٍ في صنع الهجمات من وسط الملعب، وهي المشكلات التي لم يستطع سابيلا، على الأقل باللاعبين الذين استدعاهم حتى الآن، إيجاد حلٍ لها خلال فترة ولايته القصيرة.
أمام تشيلي، وجدت الأرجنتين في الهجمات المرتدة السريعة أفضل سلاحٍ لها. لكن الرقابة اللصيقة التي فرضها المدير الفني الفنزويلي سيزار فارياس عطلت هذا السلاح وأحدثت عطباً في الماكينة الأرجنتينية.
وكان الضيق البادي على القائد ليونيل ميسي بمثابة ثرموميتر حقيقي للأزمة التي يعانيها فريقه. صورة تختلف تماماً عن تلك التي أظهرها مهاجم برشلونة يوم الجمعة الماضي في بوينس آيريس، عندما أنهى أخيراً عقمه التهديفي بقميص التانغو والذي دام على المستوى الرسمي أكثر من عامين ونصف.
لقد دخل النجم في جدالٍ مع الحكم وصرخ في زملائه ولم يتفاهم مع ماركوس روخو، ومع غرقه في الغضب والإحباط والإرهاق وجه نظرته إلى الأرض وقلل مجهوده، ليظهر ميسي المكتئب نفسه الذي انتقده الأرجنتينيون في العديد من المباريات خلال بطولتي كأس العالم 2010 وكوبا أميركا.
وقال "البرغوث" وسط الرطوبة الفنزويلية: "في الشوط الأول امتلكنا الكرة، وفي الثاني اختلفت الأمور تماماً، انتزعوا منا السيطرة على الكرة، وامتلكوا الملعب وكانوا أفضل منا. لا يمكننا كذلك أن نلقي باللوم على الإرهاق".
وتؤكد صحيفة "أوليه" الرياضية أن "الخطط والأبطال فشلوا في بويرتو لاكروز" المدينة الفنزويلية التي استضافت اللقاء.
ولم ينج من الانتقادات سوى الحارس ماريانو أندوخار الذي كان النجم الأكبر لليلة، حتى أن عودة الحارس الأساسي حتى الآن سيرخيو روميرو باتت محل شك.
وتحذر صحيفة "لاناسيون" من أن "الدفاع مشكلة كبيرة لا تحل"، مضيفةً أن "المنتخب يعد ضحية مشكلة يبدو أنها ستستمر لوقت أطول بكثير".
وأمام سابيلا الآن نحو الشهر لتقييم ما حدث ومحاولة إصلاح الأخطاء قبل المواجهة المقبلة في التصفيات القارية المونديالية، عندما تستقبل الأرجنتين في بوينس آيريس المنتخب البوليفي يوم 11 نوفمبر، قبل أربعة أيام من حلوله ضيفا على كولومبيا في بارانكيا، في اختبار صعبٍ جديدٍ خارج الديار.
0 التعليقات
إرسال تعليق