| 0 التعليقات ]

كثيراً ما تتردد بين أفراد الأسرة جمل وعبارات تحمل الإساءة للأطفال، وأخطر ما في تلك الجمل تلك التي تقال دون وعي بآثارها السلبية التي ستقع على الأبناء، 
والتي قد تكون سبب انحرافهم أو أمراضهم النفسية أو فشلهم في حياتهم وقلة ثقتهم بأنفسهم. ومن هذه الجمل: انك غبي، انك كذاب، أو إطلاق ألقاب لا تليق به، أو إطلاق أسماء حيوانات عليه وما إلى ذلك من عبارات الاستهزاء بالشكل الخارجي للشخصية عندما يشاغب الطفل أو يقع في الخطأ. وقد لا يقصد الأهل من هذه الألفاظ وصفهم بما تحمله الكلمة من معنى دقيق بل يقصدون بها التخفيف من غضبهم وتوترهم وأحيانا تخرج الألفاظ كردة فعل على أخطاء الصغار متجاهلين تأثيرها عليهم، ولو أنهم امتلكوا الأرضية الثقافية والعلمية لأدركوا كيف يحولون تلك العبارات السلبية إلى عبارات ايجابية وتربوية تحمل التوجيه والإرشاد دون الإهانة أو الإساءة.

إقرار بالخطأ :
الغريب في الأمر أن الآباء والأمهات يعترفون باقترافهم مثل هذه الأخطاء، ويستخدمون العبارات التي تضر بالطفل دون وعي بحقيقة ومدى تأثيرها بل يقولونها للتخلص من إلحاح الطفل ومشاكسته، وتستخدم بعض الأمهات هذه الألفاظ من أجل أن يخافها أبناؤها بعد شعورها بأنهم لا يطيعوها ولتخرج من ضعفها بعد تهديدها المتكرر للطفل بعودة أبيه، ولذلك فقدت هذه التهديدات قيمتها وأهميتها عنده لأنه اعتاد سماعها، والخطأ في هذه العبارة أيضاً أنها توحي بضعف الأم واتكاليتها على زوجها، فلذلك يتكرس لدى الطفل أن أمه ضعيفة فيتمادى دون خوف في ظل غياب زوجها المتكرر عن المنزل، الأمر
الذي يجعل الضغوط تزداد عليها وبالتالي تخرج عن هدوئها وتندفع لقول تلك الجمل التي تضر بأولادها.
أسلوب فاشل :ان عبارات الذم والنهي والزجر لا تصلح أسلوباً للتغيير وللتربية، ولن يجد قائلها استجابة من الطرف الآخر وقد تصبح الكلمات المستخدمة تجاه الطفل مع التكرار صفة لازمة له فيقتنع أنه كسلان مثلاً ، وعندها يصبح من الصعب أن تقنعه بالعكس أو بأن الذي مر به ما هو إلا كبوة ويجب تجاوزها، وقد تخلق هذه الكلمة لديه الكثير من المشكلات النفسية كعدم الثقة بالنفس أو الكره والحقد لكل من هو مجتهد، أو أنه يصبح حقيقة كسلان فيمتنع عن العمل وعن الدراسة ويتسم مسلكه بالسلبية في المجتمع فيغدو لا قيمة له وعالة على الآخرين، وبعض الأهل عندما يصل ابنهم إلى هذه النتيجة لا يدركوا أنهم السبب فيما وصل إليه.
عبارات ممنوعة :ونورد هنا مجموعة من الأمثلة على العبارات التي يستخدمها الأهل مع الأطفال والتي تضر بنموهم النفسي والاجتماعي عبارات الكره ونفي الحب: «لم أعد احبك»، «أنا أكرهك» فعندما تقول الأم أنا أكرهك فهي لا تقصد ذلك ولكنها تقولها من باب التفريغ، إلا أنها تترك مدلولات نفسية خطيرة على الطفل، بحيث أنه فقد عنصر الأمان الأول بالنسبة له وهي الأم.
عبارات المقارنة :«فلان أفضل منك» وغيرها من عبارات تسيء كثيراً للطفل حيث المقارنة بين الأطفال إن كانوا زملاء أو أخوة، فتعود الأم محاولة التصحيح، والندم على ما أطلقته على الطفل من ألفاظ وما يصاحب ذلك من تأنيب الضمير، عبارات الإذعان الأعمى: «يجب عليك دائماً أن تطيع الكبار» فهو حين يلقن هذه العبارة أي أن يطيع جميع الكبار يجعله ذلك فريسة للمستغلين، والمطلوب هو تعليمه احترام الكبار لكن مع الشرح له بعدم التنفيذ الأعمى لأوامر الغرباء، العبارات التي تسم الطفل بالغباء والنقص: «انك غبي، كسول» فعادة ما يقول الآباء هذه العبارات عند الغضب لكنك ان تعودت على قولها فإن طفلك قد يبدأ في تصديقها والأفضل أن تقول له «كان ما فعلته شيئاً سخيفاً أو خاطئاً.. أليس كذلك؟».

0 التعليقات

إرسال تعليق